RSS

9/17/2010

سلوك مضحك


حسب الخبر المنشور في يومية الشروق الجزائرية اليوم و المعنون افتخارا  و تعظيما لوقوف جزائريان بالعلم الوطني الجزائري تحت تمثال الحرية احتجاجا منهما على تمزيق صفحات من القرآن الكريم من قبل أشخاص أمريكيين ب -جزائريان يلقنان المعارضين الأمريكان درسا في الحرية. و ان كانت فكرة الاستنكار و الاعلان عنه مطلوبة من كل المسلمين عامة و من المسلمين الأمريكان خاصة.فلا يمكن السكوت على التعرض المستمر لكل ما هو مقدس لنا، و إن كان المقدس الأسمى - الروح المسلمة- تزهق يوميا في فلسطين و العراق و أفغنستان و بكستان و الشيشان و كل أرض اسلامية دون أن نحرك ساكنا.
غير أن السلوك الصحيح في خضم هذه الحرب النفسية و الدعائية ضد الاسلام و المسلمين يجب أن يكون بحرب اعلامية مضادة تهدف الى التعريف بما يدعوا له الاسلام من روح السلام و التسامح و الحفاظ على الروح البشرية مهما كان انتماؤها مادامت لم تعتد علينا ظلما .
و ليكون ذلك بالكتابة المستمرة في أشهر يومياتهم و الحديث و المناظرة في قنواتهم الأكثر مشاهدة و بنشر و ارسال مطويات الى منازلهم تعرف بمبادئ الاسلام. و الأفضل المستمر نشر قيم ديننا عن طريق المعاملاتنا و بأخلاقه في حياتنا اليومية. أن نكون كما كان سلفنا الصالح مضرب المثل في الشهامة و الأخلاق السامية. و ليس كما نحن في ديارنا أسوأ صورة للمسلم، شوارعنا مزابل، مؤسساتنا مقابر للنزاهة و مرتع للرشاوى و المحسوبية و الاختلاسات. حتى بات كل من أسلم من الكتابيين يصرح علنا  أن الحمد لله الذي عرفني بالاسلام قبل المسلمين.

9/07/2010

فتنة الكتابة


فتنة الكتابة، عنوان حضرني اللحظة بعد أن ترددت كثيرا في عنونة هذا النص الحميمي المتولد فجأة بعد صلاة الفجر و في غمرة الانتشاء بسحور مختوم بفاكهة التين الأسود المسيردي.
فالكتابة متعة و نزهة أسطورية في عوالم مخفية.إنها لذّة تشبه كثيرا لحظة الطيران الحر.قد يرى الكثير من المعفيين من مرض التدوين في انعزال الكاتب لحظة ممارسة طقوس البوح ،و هي لحظة قد تدوم يوما كاملا، سلوكا غريبا لا يماثله غير تفرد الرهبان في أديرتهم. بينما المفتونون أمثالي يرون تلك اللحظة المقدسة ارتعاشة نبي سيتولد عنها رؤى و نبوءات لا يعلمها إلا الله.إنها لذّة قد توازيها الطفرة الجنسية من حيث الإدمان و الانغماس الكلي حد الغيبوبة.
الكثير يرى في الكتابة خاصة في عالمنا العربي مضيعة للوقت و الجهد. و يرى في المدمنين عليها أناس مرضى بالمثالية و التعالي، لا يحسنون غير إرتداء أقنعة الثقافة لتبرير كسلهم و حصد الإمتيازات. و ربما لهذا الموقف هجرت المكتبات و رفع الدعم عن الكتاب و سلمت سجلات دور النشر التجارية لهوات الطبخ و التنكيت.حتى أن زوجتي المتضايقة من إدماني نصحتني كم من مرّة بتغيير لغة كتاباتي، و رغبتني في تعلم الإنجليزية لكونها لغة العصر و من يفقهون معنى القراءة و الكتاب. و ضربت لي مثلا بما جنته مبدعة سلسلة هاري بوتر ج. ك. رولينج من شهرة و دعم. بل تحدتني بأن أذكر لها مصنفا عربيا وحدا بلغ نسبة 0.01 من المائة من مبيعات الساحر الصغير. و في الأخير نصحتني أن أتعلم حرفة أخرى أكسب بها أجرا إضافيا لعلي أوفر أجرة وظيفتي لشراء سكن ، بدل تضيع الوقت في تحبير أوراق مصيرها الحتمي و الأخير النسيان أو سلة المهملات.لم أطلق لساني للمجادلة، و اكتفيت بغلق باب مكتبي و الانغماس في الأنترنت أتصفح مدونتي و مشاركاتي في المنتديات لعلي أطالع نقدا يواسيني.إلا أن الحرقة عمقت، فلا نقد و لا تعليق غير خبر إعلان أحد شعرائنا الحداد على دواوينه بعد أن أقبرها علنا. و إن كنت أومن أنه لن يلبث أن يعود إلى الورق معتذرا ولو سرّا و بأقنعة تنكرية.
إننا معشر الكتاب كالعشاق المجانيين لن نترك جمرات عشقنا حتى نوارى التراب و قد احترقنا كليا.