RSS

6/29/2006

اعتراف



إني أكتب و أسعى جاهدا لنشر ما أبدعه لا لشيء غير مشاركة الآخر رؤيتي للعالم ، لأن أترك أثرا يدل على عبوري في هذا العالم المذهل، لأن أحقق و لو جزءا ضئيلا من نعمة الاستخلاف في الأرض، و الأهم لتحقيق غاية الحمد لله على نعمة العقل و العلم و الموهبة النابتة فيّ

الانتظار


شيء ما يحدث في ذماعي هذا، شيء ما يضع جواجز مزيفة في منعرجاته، مغتالا كل فكرة أو اشارة خاطر تبغي الانعتاق و السفر
شيء ما يزرع كتل الضباب الداكنة و أجذب بسحره حقول اللغة و أغراها بالخنوع رهينة للاحتباس
غريب حالك يا ملهمي، غريب
هل يعقل ان تركن إلى حجرك تعاقر الخمول وقد أثقلك سباتك و طوق أطرافك في زمن تتطاير فيه المواضيع و الأفكار الجديدة؟
هل يعقل هذا؟
ما سرّ عجزك يا رجل؟
ماذا تنتظر لتكسر عزلتك، و تركب قطارك السريع؟
الزمن يا ملهمي قدامنا، إنه يسبقنا، فهل نتركه يمضي و نجثوا نلعق عياْنا؟
لابد من مدافعة المحبطات، لا بد من المقاومة بجلد، لابد من شرب رغبة الفوز و احتساء إرادة النصر لنترك وشمنا على وجه التاريخ، و نحفظ نقوشنا في كهف الانسانية الأبدي
فما أتعسنا يا ملهمي إن مضينا كالريح و لم نأتي بالغيث المنتظر
ما أتعسنا حين نسكن جوف التراب بلا نبع يروي أغصان الزيتون فوقنا
ما أتعسنا
شيء ما يتحرك، أمر ما يحدث، ربما بطيئا، ربما بعيدا، لكن الأكيد أن الرحم يتخض و أنت يا ملهمي مع البدء تستيقظ، و إلى أن تنهظ أجدني واقفا مع الانتظار أعد أمواجي القادمة من السفر
مغنية 05 اكتوبر 1999

6/09/2006

أزمة ذاكرة


كثيرا ما تتراكم الأفكار في ذهني لكنني حينما أهم بتدوينها أجد صعوبة كبيرة و كأني فقدت اللغة و القدرة على صياغة التراكيب. بل تتهرب مني المفردات فأحتار في أمرها و في أمري.. حتى أني لأنكر استحقاقي المستوى الدراسي المدون في شهادتي و أكذب البطاقات المتراصة في أرشيف الكتب الكثيرة المقرؤة
أحقا أنا من طالع بامعان كل تلك الكتب؟
أين اختفت القصائد الرائعة المحفوظة عن ظهر قلب؟
لما لم أعد أذكر إلا بيتين؟
ثم ما السرّ في ارتكابي لأخطاء املائية و نحوية باستمرار على الرغم من كوني اكتشفها بمفردي بعد المراجعة؟
أجل لقد مضت على تخرجي ثلاث عشرة سنة كاملة اشتغلت خلالها في ميادين لا تمس باختصاصي في شيء لينته بي المسير في مكتب إداري لا يحتاج لمستوى علمي عال لتسييره لكنها المعيشة تحتم عليك ما لا ترتضيه
أعلم أن لذاكرتي المريضة نصيب كبير في مشكلتي، فقد عانيت من ضعفها منذ الصغر.. فكثيرا ما نلت حظي من العقوبة الجسدية أيام الدراسة الأولى مع أني كنت أبدل كل جهدي في الحفظ لكن لمجرد مرور يوم أو يومين على المذاكرة أجدني نسيت أغلب القصيدة أو النص
و اليوم تطور الحال لنسيان أسماء الأشخاص و أرقام الهاتف و الكثير من السور القرآنية، حتى بت أفكر في زيارة اختصاصي في الأمراض العصبية و البحث عن أنجح الطرق لتقوية الذاكرة
إنها أزمة ومعاناة تمزقك كلما فقدت القدرة على استظهار الكثير من قواعد لغتك و مرادفات و معاني بعض ألفاظها و أشهر قصائد شعرائها و أسماء مشاهير كتابها
إنها المعاناة الدامية حينما تجد ألبومك الشخصي فارغ من أجمل لحظات طفولتك و كأنك لم تعشها. و كم ترجفني الغيرة و تهزني هزا لم أسمع رفاقي و هم يحكون ذكرياتهم باسهاب ممل. لأتساْل عن سرّ قوة التذكر لذيهم
كم من مرة راجعت قواعد لغتي الحبيبة، و كم من مرة أعدت حفظ ما أعشقه من قصائد، لكن وا أسفاه تتكرر الدائرة و كأن في ذماغي ثقب أسود يبتلع كل ما أحفظه

مأساة متكررة


ما أصعب امضاء الوقت في عمل أرغمتك على مزاولته ضروريات المعيشة.. عمل بعيد كل البعد عن تخصصك و ما أمضيت في تحصيله طيلة سبع عشرة سنة، اللهم إلا الكتابة و القراءة
هي مأساة تجعلك تجعلك تحسب الساعات الثماني الماضية في رحابه بالثواني و تتأسف لضياع كل هذا الوقت هباءا دون استثمار لجهدك الفكري و الابداعي
في بعض الأحيان تسرق أ وقاتا فارغة لتصفح كتاب جديد أو مقالة نقدية في الجريدة اليومية أو لتدوين خواطر عابرة أرهقها الحبس الطويل
و كطفل خارج من الصف، تقفز فرحا لانتهاء الدوام و التحاقك بمكتبك البسيط تبادل الحديث مع أوراقك المبعثرة و أحالمك المدونة على شاشة حاسوبك و كذا مناقشة هموم الابداع في المنتديات الأدبية
و كالغريب في مدائن الموتى تمضي وحيدا تتقاذفك الغمزات و السخريات.. البعض ينعتك بالمتخلف لكونك مازلت تؤمن بجدوى الأدب في آخر الأزمان، زمن العلم و المادة، زمن الكتاب فيه يأكله الغبار فوق رفوف سكنتها العناكب، زمن مغني الكبرهات يزن بشهرته كل الكتاب مجتمعين، زمن يحاصر فيه عبقري القلم العوز من كل جانب، و ينعم فيه دعاة الأرداف المرتجفة بدعوى الإرتقاء بالفن إلى مصاف العالمية
فلمن تكتب يا مسكين؟
و كعادتي أمضي مبتسما و دماغي يغلي بمشاريع قصص جديدة أنتظر بشوق رهيب يوم ولادتها المباركة